السبت، 2 مارس 2013

الاتكاء على الخطأ ١

في بعض الأحيان قد يحاول أينا توجيه رسائل للمجتمع يصعب توجيهها بشكل مباشر، نظرا لما يضعه المجتمع المحلي من قيود تتعلق بالعادات وبالعلاقات والروابط الأسرية مما قد يشعر الشخص بالحرج عند التعاطي مع الكثير من القضايا الاجتماعية، لذا قد يلجأ للأسماء المستعارة، فيحاول المساهمة في إصلاح الأخطاء، التوجيه، إعادة تقييم طريقة الفهم لجانب ما من المفاهيم السائدة، تعرية هشاشة أفكار قديمة ، وطرح أفكار جديدة بديلة، ولكنه خلال ذلك إذا كان يحمل بذرة النبل في أعماقه فقد يشعر بالذنب أمام تأثير ما يكتبه على سواه، وهنا فقد يلجأ إلى المقايضة في محاولة إقناع الطرف الآخر بحسن النية، وطرح البدائل لتمهيد طريق العودة له إلى الجادة الصحيحة، أو قد يرغب في الالتفاف على حالة معينة طرأت خلال مرحلة ما إلى أن يعود من جديد في وقت لاحق، أو ….أو ..
  قد يتمكن من تحريك الماء الآسن في العقول المتكلسة ويستثيرها لتعلم طريقة التفكير الحر، ولكنه قد يقع في مشكلة سوء الاستقبال من المتلقي وحسن الاستغلال من الطرف الآخر، وهنا فلا بد عندئذ من التدخل لإيقاف التداعي، والحد من تحول الجهد الإصلاحي إلى جهد تضليلي.
كان شظى أول من لفت الانتباه عبر منتديات عسير ومنذ وقت مبكر إلى أخطاء إمتاع السامر وخطأ فكرة ارتباط الإمارة العسيرية بالدولة الأموية، ونبه إلى خطورة ما يحمله إمتاع السامر من أخطاء مقصودة، وخطورة محاولة البعض محاصرة كتابة التاريخ المحلي وتأطيره بالرؤى المطروحة في إمتاع السامر فقط، من خلال مواضيعه في المنتدى، إلا أنه حاول في المقابل إيجاد البدائل للطرف الآخر وإثبات حسن النية من خلال التسليم بأقدمية حكم آل يزيد قبل آل المتحمي، ولكن دون ربطه بالدولة الأموية، بصفة ذلك لا يغير من الأمر شيئاً، ثم عاد في عام 2006م ومع دخول أطراف أخرى للمنتدى وشعوره بوجود شيء ما يحاك ليشير وبصورة مفاجئة إلى احتمالية صحة النسب الأموي لآل يزيد، في إشارة إلى أنه مستعد للتضحية بآرائه وبالمعرف، مقابل عدم استفادة الآخرين منها فيما يتصادم مع مصلحة أهله، إلا أن ما كتبه للأسف كان أفضل ما حصلت عليه الأطرف الآخرى لإعادة صياغة التزوير متكئين ولأول مرة على حجج مقبولة شكلياً، لم يكن لهم الوصول إليها لولا اتكائهم على ما قدمه من هدايا لمن لا يستحق.
لذا فسأحاول هنا إيضاح بعض الأخطاء التي وردت باسم شظى في هذا المنتدى حتى لا يتمادى التزييف وتحريف الحقائق اعتماداً عليها.

كتب شظى بتاريخ 21/11/2006م
ما يلي:

[QUOTE]"وهذه نبذة مختصرة عن الجرشية زوجة هارون الرشيد التي وردت عند ابن كثير:
الجرشية (زوجة هارون الرشيد)
وهي أموية ولدت بجرش (عسير) وقد أورد خبرها ابن كثير في  البداية والنهاية الجزء السابع صفحة 280 في أحداث سنة 193هـ في ترجمته لزوجاته بما يلي :
وتزوج ابنة عبدالله بن محمد بن عبدالله بن عمر بن عثمان بن عفان العثمانية ويقال لها الجرشية لأنها ولدت بجرش باليمن.
وتوفي عن أربع: زبيدة، وعباسة، وابنة صالح، والعثمانية هذه.
ولعل ولادتها في جرش تكفي لإثبات أن والدها الأموي كان يسكن جرش (عسير) مختفياً عن الأنظار هو وبقية من معه من أقاربه منذ عام 132هـ.
وفي هذا الخبر (المفاجأة) وما أسلفنا من ثبوت تواجد لصيق للجرشيون (أهالي عسير) مع بني أمية إثبات لا يقبل الشك أن ما ذكره مؤرخوا عسير من أن آل يزيد هم من أحفاد يزيد بن معاوية له أصل تاريخي".  [/QUOTE]
وقد وجدت أن هذا المقال قد أصبح حجة قوية لمؤيدي هذا الرأي رغم علاته، فقد التقيت واستمعت إلى الكثير ممن احتجوا بهذا الخبر لإثبات مصداقية لجوء بني أمية ومنهم علي بن محمد بن عبدالرحمن أحد أحفاد يزيد بن معاوية إلى عسير ومن ثم مصداقية وجود الدولة اليزيدية في عسير وارتباطها بالدولة الأموية، بل وصل الأمر إلى استنجاد بعض المؤلفين في كتب تاريخية حديثة بما ورد في هذا المقال لإثبات هذه المعلومة الخاطئة، لذا وبغض النظر عن الحقوق الفكرية التي تجاهلها هؤلاء في مؤلفاتهم والتي تعطينا فكرة عن مدى الأمانة في النقل في بقية الأخبار، فإن الأهم فيما أرى هو توضيح الخطأ لهؤلاء المساكين الذين استجدوا ما جادت يد خصمهم به من فتات دون أن يحاولوا الرجوع للمصدر، فلو أنهم فعلوا لوفروا على أنفسهم الوقوع في واحد من عشرات الأخطاء التي ملأت صفحاتهم، خاصة وأن ما نقلوه منه بدا كأهم ما أوردوه في استدلالاتهم الهشة، وهنا أقول:
    •    الجرشية حسب رواية ابن كثير هي ابنة عبدالله بن محمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وحسب رواية الزبيري هي: عائشة بنت عبدالله بن سعيد بن المغيرة بن عمرو بن عثمان بن عفان، فهي في الحالتين تنتمي إلى ذرية عمرو بن عثمان بن عفان وهم يقيمون بالحجاز ما بين المدينة ومكة والطائف كما رصد ذلك الزبيري في "أنساب قريش"،وقد ورد خبر الكثير من أعمام وأبناء عمومة أبيها كلهم في الحجاز ولم يرد أن أيهم استوطن الشام، ومنهم خالد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان الذي خطب إليه يزيد بن عبدالملك إحدى أخواته، فترغب في الصداق، فغضب يزيد فأشخصه إليه ثم رده إلى المدينة، وأمر أن يختلف به إلى الكتاب مع الصبيان ليعلمهم القرآن فزعموا أنه مات كمدا، ومنهم عبدالعزيز بن عبدالله بن عمرو بن عثمان الذي خرج قائدا لبعث من قريش وغيرهم لقتال الحرورية فقتل في "قديد" على يدهم وقتل الناس معه (قديد: قرية تقع بالقرب من مكة المكرمة على طريق المدينة)،  ومنهم عبدالله بن خالد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان، قتل بقديد، لا عقب له،  ومنهم عبدالجبار بن عبدالعزيز بن عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان الذي قتل بقديد مع أبيه، ومنهم أمية بن عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وأمية هو الذي غزا طيئاً يوم المنتهب، فهزمته طيئ أيام مروان بن محمد: ومن ولده عثمان بن أمية ، قتل بقديد، لا عقب له، ومنهم أيضاً الشاعر عبدالله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان "العرجي" (وكان يقطن العرج بالقرب من الطائف ومنها حمل اسمه)، وقد سجنه والي مكة محمد بن هشام المخزومي في زمن هشام بن عبدالملك، وظل في السجن حتى مات.
   ورغم أن ولادة الجرشية في جرش لا يستلزم بالضرورة وجود والدها خاصة وأن والدها وذويه يقيمون بمكة على مقربة من جرش، وحيث يلتقون بالحجيج والمعتمرين من جرش وغيرها، مما يجعل زواجه من الجرشية دون الرحيل لجرش أمر وارد، إلا أنه وعلى افتراض وجود والد الجرشية في جرش عند ولادتها فإنه لا يمكن الاستئناس بذلك لإثبات وجود أي نسل يزيد بن معاوية في عسير، لانقطاع الطرفين منذ عدة أجيال في الصلة وفي المسكن، ولقرب موقع سكنى الطرف الأول من مدينة جرش وبعد الطرف الثاني عنها، حيث كان بنو عمرو بن عثمان في الحجاز بينما بنو يزيد بن معاوية في الشام حال سقوط الدولة الأموية، ومن ثم فلا يصح الاستدلال بوجود أي هؤلاء على وجود أي أولئك. 
ومن ثم فقد أخطأ من نقل هذا الخبر ليستدل به على صحة صلة الإمارة العسيرية بالدولة الأموية.
يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق