الأحد، 8 سبتمبر 2013

التخلص من الأثر السلبي للتزوير يقتضي اجتثاثه كاملاً

"اطلعت على رد الأستاذ عبدالرحمن آل حامد بصحيفة الوطن بتاريخ 1/7/1434هـ، بعنوان "تصحيح التاريخ المغلوط لا يقتضي هدم الموثق"، والذي اجتزأ من كتاب "عسير والتاريخ وانحراف المسار" بعض الإشارات من سياقها الذي وردت فيه في محاولة لاستثارة الرأي العام ضد الكتاب والكاتب، ثم ادعي أنه لا يوجد مصدر للمعلومات التي اقتطعها متجنياً على الحقيقة، كما قوَّلني ما لم أقله، فأجيبه بالتالي، أولاً: ليس صحيحاً أن المصادر المعاصرة أشارت لوجود صلة بين عايض و ابن مجثل، بل كلها أشارت إلى العكس، وقد أوردْتُ المصادر التي تحدثت عن ذلك، وهي واضحة، وقطعية، وأوضحت ملابسات حديث تاميزيه وأخطاء الترجمة بطريقة أعمق بكثير مما أورد الأخ عبدالرحمن، فالواضح أن ربط ابن مسلط وابن مجثل بآل يزيد في مصادر التزوير هدفه فقط رتق الثغرة الواضحة في فكرة الدولة اليزيدية المزعومة مع الحذر من أي مكاسب حقيقية قد يحظيان بها، لذا وجدنا مصادر إمتاع السامر التي أجمعت بدايةً على هذا الربط قد تخلت عنه بعد أن شعرت بأنها نجحت في فرض فكرة الدولة اليزيدية على الذاكرة الشعبية في المنطقة، وأصبحت قادرة على الوقوف بدون هذين الأميرين، ومن ثم أوردت في أحد مصادرها المتأخرة وهو كتاب "الرحلة اليمانية" ـ المنسوب تحقيقه إلى عبدالله ابن إلياس ـ ص22-23 النص التالي: "هكذا نسبه بعض من ترجم له من علماء الحفاظية، والصحيح أنه: علي ابن مجثل بن مسفر بن محي بن عواض الناجحي المغيدي، وقد وقع الخطأ في أنهم نسبوه إلى جد أبيه من أمه، ونتج ذلك عن أن جد أبيه محيي بن عواض تزوج ترابة بنت الأمير عبدالرحمن بن علي بن عبدالله، الجد الخامس، للأمير عائض بن مرعي، فولد له منها مسفر الذي نسب إلى جده لأمه "ترابه" وخلف مسفر ولدين هما: مسلط، ومجثل، وتزوج مسلط عائشة بنت محمد عمة عائض بن مرعي فأنجبت له سعيداً أمير عسير 1233- 1242هـ ، وتوفي مسلط عنها فتزوجها بعده أخوه مجثل فأولدها علياً المذكور أمير عسير 1242-1249هـ، وعرفت أسرته بآل ترابة نسبة إلى جدته المذكورة. ولم يكن لسعيد بن مسلط عقب. وفي عسير اليوم أسر تحمل اسم (آل مسلط) و(آل مجثل) ولا يمتون إلى هؤلاء بصلة سوى الانتماء إلى قبيلة بني مغيد بن أسلم بن عمرو" ....  ومن هذا النص تتضح النتيجة التي تنتظر ابن مسلط وابن مجثل، فقد استبعدا من الانتماء لأسرة الإمارة اليزيدية المزعومة، وأصبحا لصيقين بها، بل ونفي وجود من ينتمي إليهما حالياً، وبذلك وصلنا للنهاية المقررة سلفاً بعد أن انتفت الحاجة لهما، إلا أنه بعد صدور كتاب "عسير والتاريخ وانحراف المسار" ثارت الحاجة إلى ابن مجثل وابن مسلط مرة أخرى لمواجهة الوضع الجديد، فعاد المتحمسون لوضعهما في الواجهة وربطهما بأمراء آل يزيد حتى حين، فهل يقبل أن يستمر هذا التلاعب بهذين الرمزين، وبهذه الطريقة؟، كما أن قليلاً من التركيز هو كل ما يلزم لإدراك أن الافتراض الجدلي الوارد في فقرة 4 ص313 لا يعني الاستدلال ; ثانياً: لم أقل أنه لا يوجد صلة بين آل يزيد السقا وآل يزيد الشعف، بل ذكرت أن قبيلة آل يزيد الشعف الكريمة هي مصدر الطرفين، والأبيات الشعبية لا علاقة لها بالاستدلال على الحقيقة في الفترات السابقة ; ثالثاً: لم يكن هنالك تحامل على عايض بن مرعي ولا ابنه محمد رحمهما الله، بل كان هنالك سرد للتاريخ كما ورد في المصادر الحقيقية المحلية وغير المحلية من نصوص واضحة لا تقبل الشك، لإظهار الحقيقة، ووضع حد للعبث ومحاولة تهميش إنسان هذه الأرض، ولا أجد ما يعيب في العمل في الرعي والخدمة لدى الآخرين فهي مهن عمل فيها الأنبياء ممن هم أفضل الخلق وأعلاهم مقاماً، وفئة الخدم التي نتحدث عنها لا تعني بالضرورة الموالي والعبيد فهنالك حالة خاصة في منطقة عسير تحدثت عنها في الكتاب بشكل جلي، وعن المفهوم المحلي حولها ص328، وأوردت ملاحظات محمد رفيع حول هذه الفئة وطريقة التعامل الراقي محلياً معهم حيث يطلق على أيهم "الجار"  بدلاً من "الخادم"، ولكننا نكتب للعموم لذا فنحن نستخدم المفهوم المتعارف عليه للحالة، أما كونه عين وصيا على الأمير الصغير فهذا ما أوضحه تاميزيه، فقد أشار إلى أنه أصبح وصيا على أبناء علي بن مجثل ووصفه بـ"الحاكم المؤقت" ثم أشار إلى أن العسيريين انتخبوا ابن علي بن مجثل أميراً على عسير مع بقاء عايض في السلطة، وفي النصوص تجد المراجع وأرقام الصفحات، كما أن سليمان شفيق متصرف عسير الذي استوطنها عدة سنوات وقرأ تاريخها يقول في مذكراته بأن عايض كان أول عهده من الرعاة ولم يكن من سلالة الأمراء وأنه أول من تولى الإمارة من عشيرته، كما قال بذلك الكثير غيره وهو نص واضح ; رابعاً: لم أقل أن عايضاً سطا على السلطة، بل عين وصياً عليها، ولم يكن النص الذي ذكره الأخ عبدالرحمن هو المستند الأساسي لهذه المعلومة التي تتداولها الذاكرة العسيرية، بل كان هنالك نصوصا كثيرة لتاميزيه وسواه تم الإشارة لها في الكتاب ; خامساً: بخصوص التدخل القوي للعسيريين في قرارات السلطة في عهد عايض وابنه محمد فقد تم الاستدلال بالأحداث الدالة على ذلك بوضوح من مصادر متفرقة ومنها الأخ عبدالرحمن; سادساً: لم يكن هنالك انتقائية ولا تفرقة في الكتاب إطلاقاً، (وآمل تحري المصداقية)، فقد تم اقتباس ما يحمل الدلالة من النص الأساسي ـ كما هو ـ ، وعلق الكاتب على النص وذكر الأسماء ; سابعاً: لم يتم تجاهل فترة حكم عايض بن مرعي وابنه فقد تم سرد أحداثها كجزء من تاريخ الإمارة العسيرية وبموضوعية كاملة ولم يكن هنالك تحيزاً، فنحن عندما ننقل خبر تسليم الإمارة العسيرية إلى الدولة العثمانية منذ بداية عام1259هـ ونرى أن ذلك العمل لم يكن مبرراً من وجهة النظر الغير مدركة لحقيقة وضع السلطة في عسير التي كانت في أوج استقرارها، فإن هذا لا يعني أننا نتحامل على عايض بن مرعي رحمه الله  بل نحن ننقل الحقيقة كما هي ليستوعبها الجميع، ليس للتقليل من قيمة عايض، فهي معلومة قد تدل على دهائه وفطنته وفهمه الجيد لموقفه، فنحن مثلاً لم نتهمه بالخيانة، فقد أوضحنا أن عايضاً كانت له حساباته الشخصية كما أن لغيره حساباتهم التي يجب أن نتفهمها قبل أن نطلق التهم، ولكن الخيانة الحقيقية تكمن في تزوير التاريخ والتلاعب بالحقائق واستغفال المجتمع; ثامناً: بخصوص الدكتور محمد آل زلفة فقد ورد اسمه ضمن مجموعة كبيرة من الرموز العلمية في الوطن وعدد من الجهات الرسمية، للتنبيه إلى طريقة المزورين في الخداع للحصول على معلوماتهم دون أن تعلم المصادر، وتم التنبيه إلى ما عرف من نزاهة هؤلاء الأعلام وما قدموه من خدمة لتاريخ وطنهم، وتم إفراد 16 سطراً في هامش ص147 للثناء على د. محمد آل زلفة ; تاسعاً: بخصوص الإشارة لوجود التشيع في بعض المناطق والقبائل، فهذه المعلومة كانت في سياق الحديث عن تفرق المذاهب في الجزيرة العربية عبر التاريخ، أو في سياق الدفاع عن تلك المناطق والقبائل أمام أخبار إمتاع السامر التي حاولت اختزال أحداث ونشاط تلك القبائل في قرارات أمراء بني أمية المزعومين في عسير فقط، وفرضت عليها أخبار هزائم غير حقيقية زعمت أن أمراء عسير اليزيديين كانوا ينقذونها منها، كما ربطَت نشاط هذه القبائل عبر التاريخ مثل معارك شهران مع شريف مكة ونشاط قبيلة قحطان في نجد بأوامر الإمارة الأموية المزعومة في عسير، مفرغة هذه القبائل بل وكل هذه الأرض من قيمة المبادرة التي جعلتها من اختصاص أمراء آل يزيد المزعومين فقط، لذا فقد تم تفنيد هذه الأكاذيب وغيرها وإعادة الحقوق التاريخية المسلوبة إلى أصحابها، بمثل ما تم توضيح حقيقة وجود قبيلة عسير ودورها الريادي والمحوري في تاريخ الإمارة العسيرية، أما بخصوص الأنساب القبلية  وبعض الأسماء التي أوردها الأخ الكريم والمستقاة من مجموعة كتب إمتاع السامر التي نسجتها مستفيدة من إحدى الحكايات الشعبية وإشارة عابرة لدى كورنواليس تم تحميلهما الكثير من الأخبار التي أبدعها خيال المزورين، كالادعاء بتوارث انتماء بعض القبائل العسيرية في علكم وبني مالك وبني مغيد وربيعة ورفيدة إلى بارق ووجود علاقة خاصة بين هذه القبائل بناء على هذه الرابطة، وهو ما يفيد الأستاذ عبدالرحمن بتوارثه، فهنا سنقف على ما يلزم توضيحه، فالمشكلة الأكبر دائماً لا تكمن في نقل أخبار إمتاع السامر أو الالتقاء معها أو حتى الدفاع عنها بقدر ما هي في لعب دور حصان طروادة لأكاذيب إمتاع السامر، بمحاولة توريط الذاكرة الشعبية لتكون شاهد زور لها، ومثال ذلك ما يفعله الأخ عبدالرحمن من محاولة ربط المفاهيم المحلية بالأخبار الواردة في إمتاع السامر، أو استغلال ما تحمله ذاكرة المجتمع من بقايا أخبار أو ما ورد في بعض المصادر من إشارات غير مكتملة وإعادة صياغتها بصورة جديدة لتتمم أخبار إمتاع السامر، وادعاء توارث هذه الأخبار كما أوردوها على غير الحقيقة، لتبقى الأكاذيب قائمة حتى وإن سقطت مصادرها، لذا فالتخلص من الآثار السلبية للتزوير يقتضي اجتثاثه كاملاً، وليس الجانب السياسي فقط أخي الكريم.
                                                                   منصور أحمد الثبيت العسيري"                                                  



الجمعة، 6 سبتمبر 2013

حفظا للحقوق وحتى لا يحدث لبس

 في صحيفة الندوة وجدت قبل فترة هذا المقال:
http://www.sauress.com/alnadwah/29110?ModPagespeed=noscriptوالذي مهر نشره في الندوة بتاريخ ٢٤ـ١٢ـ٢٠٠٨م كما يشير المصدر عن طريق الكاتب معيض البخيتان، وقد لفت انتباهي ما ورد في المقال حول الشاعر عبدالله بن الدمينة حيث ذكر البخيتان في معرض حديثة عن الشاعر  تداخل قصائد مجموعة من الشعراء المعاصرين له وضرب مثلاً على ذلك بقصيدته المشهورة (ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد) ثم أشار إلى أنه قد تطرق لذلك في كتابه الذي لم يطبع بعد ـ في حينه ـ (من يصوب لنا جغرافيتنا)، ومنذ قرأت المقالة في نهاية ٢٠١٠م فقد حاولت الحصول على كتاب الأستاذ معيض وبحثت عنه ولم أجد له أي أثر ولا أعلم إن كان قد طبع أم لا.وحيث أن إشارة البخيتان إلى الشاعر عبدالله بن الدمينة وما يوحي به عنوان كتابه ( من يصوب لنا جغرافيتنا) يبدو كما لو أنه يضرب على نفس الوتر الذي حمله الفصل الثاني من الباب التاسع من كتابي "عسير والتاريخ وانحراف المسار" والمعنون بـ (إقليم عسير والجزيرة العربية في العصر الجاهلي) حيث طرحت قراءة جديدة حول جغرافية الجزيرة العربية والمفاهيم السائدة حول مسميات وتوزيع مناطقها في حوالي ٨٦ صفحة، واستشهدت بالعديد من الشعراء وقصائدهم وبما قاله الرواة والجغرافيون حول ذلك، وكان مما استشهدت به عدد من قصائد الشاعر عبدالله بن الدمينة الأكلبي، وقد صدر كتابي بتاريخ ٢٠١٢م، بينما أشار البخيتان إلى كتابه في نهاية عام ٢٠٠٨م، ومن ثم فقد يحدث جراء وجود أي تشابه في الطرح بين الكتابين اشتباه حول مصدر معلوماتي، بل ربما اتهمت بالاتكأء على ما ورد لدى البخيتان دون أن أشير إليه.
   لذا أود التوضيح بأن الفصل المذكور بجميع نقاطه سبق طرحه بكامل تفاصيله في منتديات التاريخ:
 http://vb.altareekh.com/%C7%E1%CA%C7%D1%ED%CE-%C7%E1%DE%CF%ED%E3/51594-%DA%D3%ED%D1-%C7%E1%CC%C7%E5%E1%ED%C9-%C8%ED%E4-%C7%E1%CC%DB%D1%C7%DD%ED%E6%E4-%E6%C7%E1%D4%DA%D1%C7%C1.html
بتاريخ ١٩ـ١١ـ ٢٠٠٨م
وفي قسم التاريخ بمنتديات واتا :
http://www.wata.cc/forums/showthread.php?49958-%D8%B9%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%81%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A1
بتاريخ ٢٥ـ٦ـ٢٠٠٩م

والموضوع هنالك يحمل كامل الفكرة التي تم نشرها في الكتاب
وسوف أتطرق لذلك في الطبعة القادمة