الأحد، 28 أغسطس 2016

حقيقة وائلية عسير اليمانية (التي تنزرت ودخلت في عنز)

   كثر الحديث عن نسب عسير في الآونة الأخيرة، والنقاش المستمر حول عنزيتها أو عدمه، والملاحظ أنه لم يعد هنالك حديث عن الأزدية، فقد أصبحت الاتجاهات الحالية تدور حول ما ينتج عن نتائج فحص ال(دي إن إي).
   ورغم أن هذه النتائج تشير بشكل جلي إلى وجود ثغرات كبيرة في الموروث في كتب الأنساب، إلا أن هنالك من لا زال يحاول جاهداً الإمساك بقشة تنقذ هيكل الأنساب البائد من الغرق، بينما لم ير أننا لم نعد نمتلك يعربا ولا قحطانا ولا حتى الهيكل المعدي والعدناني الذي توارثناه في كتب الأنساب، فالهيكل القادم قد يحمل بعض الملامح من الهيكل الموروث، إلا أن المؤكد أن هنالك اختلافا كبيراً، وأن الأجزاء الأساسية في هذا الهيكل والروايات المصاحبة له كالهجرات العربية من مأرب بعد خراب السد، كلها انتهت بنمطها القديم، فقبائل العرب انقسمت إلى أقسام شتى وتداخلت بعضها مع قبائل في وسط آسيا ومع اليهود قبل التقائها مع بقية القبائل العربية،  بل إننا لم نتمكن حتى الآن من تحديد مفهوم معد ونزار كقبيلتين حقيقيتين ذكرتا في النقوش القديمة بشكل واضح،  فقريش ابتعدت إلى حد ما عن بقية خندف وقيس عيلان اللتان اقتربتا من قضاعة أكثر، ما يجعلنا نتساءل: أين مضر بينها، وبينما انضوت طي في القبائل المعدية، كانت قريش على نفس المسافة من قيس عيلان، وخندف، وربيعة، وطي، و(عبيدة وخثعم)،  وكلها لها تكتلات تحت التحور الحاوي للقبائل المعدية بالإضافة للقبائل التي ذكرنا وهو التحور (FGC1723).
   وقد أدت محاولات المتشبثين بهيكل القبائل القديم - من الاتجاهين - إلى محاولة اعتساف التاريخ والجغرافيا ونتائج الفحوصات لصالح أفكارهم، مما أدى إلى التشكيك في صحة دلالات النتائج وفي صحة الأنساب المتوارثة والمتوافقة مع النتائج، ومن ذلك نسب قبيلة عسير، وقد كثر الجدل حول عبارة الهمداني يمانية تنزرت ودخلت في عنز، حيث يتكئ البعض على مفهومهم الخاطئ لها متجاهلين بقية عباراته الواضحة الدلالة والإشارات الدالة الأخرى لدى غير الهمداني.
   وحيث أنني قد تطرقت لذلك. لذا أضيف هنا ملفاً مجتزءاً من آحد فصول كتاب "عنز بن وائل .. جذور وحضور" حول هذه الجزئية، للتوضيح لمن رغب في الوصول للحقيقة.