الأحد، 16 يونيو 2013

السلطة ... القوة المطلقة

   يهتم الكثير من المؤرخين بمن وصلوا للسلطة أياً كانت طريقة وصولهم ويعدون كلاً منهم رمزاً تاريخياً للوطن يجب عدم المساس به، بينما الحقيقة أن الرمزية الحقيقية مرتبطة بالسلطة كإنجاز للوطن ذاته، وليست مرتبطة بمن وصل إلى هذا المنصب الذي صنعه سواه.
   فللسلطة عبر التاريخ وقبل أن يتمكن البشر من إخضاعها للقوانين والدساتير الحديثة التي تحد من تفرد شخص بها قوة خفية لا يدركها إلا الراسخون في القرب منها وممارسة قبضتها، وفهم هيكلها المعنوي ومكامن الاتصال والانفصال في بنية هذا الهيكل.
   فللسلطة قوة مادية نعرفها، ولكن هنالك قوة أخرى مركبة أهم منها بل ولها القدرة على إخضاع الأولى وهي القوة المعنوية التي قد لا نعرف كل خفاياها، إنها قوة جعلت من فرصة الوصول إلى الحكم لمن عرفوا مكامن هذه القوة ومن مارسوها من خلال وجودهم حول السلطة ماثلة عبر التاريخ، وفي كل الأقطار.
   وفي التاريخ الكثير من الأمثلة على مطلقية القوة التي تمتلكها السلطة، فلا تكاد أمة من الأمم تخلوا من أمثلة تترجم لنا كيف أن قوة السلطة دائماً ليست في الأشخاص الذين وصلوا إليها، ولكنها كامنة في ذاتها، وفي مدى ترسيخ هيبتها روحياً ومادياً خلال المراحل السابقة، فهي القوة القادرة على أن تجعل رجلاً شبه معتوه يتسنم أمر أمة من الأذكياء لعقود، وهي القادرة على  أن تجعل عبد الأمير أميراً، كما قال أحد الشعراء شاكياً من هذه الحالة يوماً ما:
عبد الأمير وقهوجي عبيده          صاروا بقريتنا هم الأمراء
   ولا جدال في أن في التاريخ الكثير من العظماء الذين صنعوا السلطة، وليس أمثال هؤلاء معنيون بسردنا هذا، فلن يستطيع شخص أن يجادل حول عظمة رجال أمثال أبو العباس السفاح، أو عبدالرحمن الداخل، أو جنكيز خان، أو جورج واشنطن، أو الإمام محمد بن سعود، أو الملك عبدالعزيز، أو الأمير عبدالوهاب أبو نقطة، فهؤلاء وغيرهم الكثير هم من صنعوا السلطة التي وقفوا على رأسها، وهذا أيضاً لا يعني أن كل من وصل للسلطة دون أن يصنعها فهو لا يستحق الذكر، فلا شك أن هنالك الكثير من رجال السلطة العظماء كأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما وصلاح الدين وعبدالعزيز بن محمد بن سعود وإبراهام لنكولن والكثير غيرهم كانوا من العظماء في التاريخ، لأنهم أضافوا إلى السلطة فاكتسبت بريقاً آخراً بحضورهم لها وليس العكس، ولكن في المقابل فإن هنالك الكثير ممن صنعتهم السلطة التي وصلوا إليها كمنصب شاغر رمت بهم الأمواج إلى سدته وهم من غير أهله فاكتسبوا هيبته وصاروا من أهل السلطة، فنحن مثلاً نجد في التاريخ البشري الكثير جداً من الحالات لوصول أي الخدم في قصر الحكم إلى السيطرة على مقاليد الأمور، وربما كان ذلك برضا الناس واختيارهم بسبب ظرف طارئ في البداية، متوهمين بأنهم يستطيعون إزاحته عند بلوغ استحقاقات تسليم السلطة لأهلها، لأن أولئك الحكماء كانت تنقصهم حكمة التاريخ، فلو أنهم قرؤوا التاريخ جيداً لاستوعبوا أنهم لن يعودوا مؤهلين لاتخاذ هذا القرار، لأن من وضعوه أصبح يمتلك الخيار المطلق في البقاء أو الرحيل، فأصبح بذلك أحد الذين يشير لهم التاريخ على حساب من صنعوه، وربما أورث أبناءه الحكم فأصبح الخدم أسرة حكم على المخدومين، فليس بعيد عن الذكر وصول كافور الإخشيدي إلى حكم مصر والشام والجزيرة العربية، من خلال وصوله لحكم مصر، التي هي درع الأمة العربية في مراحل كثيرة، والتي بعد تلك المرحلة قادت انتصار المسلمين على الجيوش الصليبية في حطين وعلى التتار في عين جالوت، فكيف وصل هذا الرجل للحكم؟.
في رواية المؤرخين أنه تولى محمد الإخشيد مصر من قبل الخليفة الراضي، وازدهرت البلاد في عهده واستطاع أن يضم بلاد الشام، ثم ضم  الحجاز، وبعد موته خلفه ابناه، وكانا صغيرين، فكانا تحت وصاية مولاه كافور الذي كان عبداً حبشياً للأخشيد، فحكم الدولة واستبد دونهما، وحارب دولة الحمدانيين، وراجت التجارة في عصره، وشجع الأدباء ومنهم أبو  الطيب المتنبي، وبعد وفاته ضعفت الدولة حتى قضى عليها الفاطميون، ومدة إمارته على مصر اثنتان وعشرون سنة، قام في أكثرها بتدبير المملكة في ولاية أبي القاسم ثم أبي الحسين ابني الأخشيد. وتولاها مستقلا سنتين، وأربعة أشهر، وكان يدعى له على المنابر بمكة ومصر والشام إلى أن توفي بالقاهرة. وقيل: حمل تابوته إلى القدس فدفن فيها. قال الذهبي: كان عجبا في العقل والشجاعة.
  ومن ذلك أيضاً وصول موالى أمراء بني زياد كل من رشيد والحسين بن سلامة وجياش ونجاح ثم أبنائه وأحفاده وبنفس الطريقة إلى حكم اليمن، وفي قصتهم كما يرويها مؤرخوا اليمن نرى العجائب.
   تقول الرواية أنه عندما توفي أبي الجيش آخر أمراء بني زياد سنة ثلاثمائة وواحداً وتسعين للهجرة وخلف طفلاً اسمه عبدالله، وقيل إبراهيم، وقيل زياد، تولت كفالته أخته وعبد حبشي لآل أبي الجيش اسمه رشيد، وكان من عبيد رشيد هذا وصيف له يدعى حسين بن سلامة، ونشأ حسين حازماً عنيفاً فلما مات مولاه رشيد وزر لولد أبي الجيش ولأخته هند بنت أبي الجيش وكانت دولتهم تضعضعت أطرافها فحارب حتى أعاد قوة دولتهم، فدان لها من تخلوا عنها، وكان عادلاً كثير الصدقات وعمر في الملك ثلاثين عاماً، شبهه عمارة بعمر بن عبدالعزيز، وقد عمر الطرق والمساجد في اليمن وما بينها وبين مكة، ومما عمر عقبة الطائف (الهدا)، وبعد موته عاد الحكم إلى طفل من بني زياد اسمه عبدالله أو ابراهيم، كفلته عمته وعبد له اسمه مرجان من عبيد الحسين بن سلامة، واستقرت الوزارة لمرجان وكان لمرجان عبدان من الحبشة أحدهما نفيساً والآخر نجاح، فتنافس العبدان على وزارة الحضرة، وكان مولاهما مرجان يميل إلى نفيس وعمة الطفل تميل إلى نجاح فقبض مرجان على سيدته وطفلها وسلمهما لنفيس فقتلهما صبراً، وتملك اليمن، فلما علم نجاح حاربه حتى قتله، ثم قتل مرجان، واستولى على تهامة وقهر الجبال وأصبح يخاطب بالملك وبمولانا واستمر الملك في أبنائه وأحفاده
   ومن القصص التي تحمل عمق العبرة في هذا الخصوص قصة العاصمة السعودية "الرياض"، والتي استعصت على الدولة السعودية في الدرعية لمدة عشرون عاماً وهي إلى جوارها رغم الحروب والمحاولات الكثيرة لإخضاعها، في الوقت الذي سقطت فيه بقية بلاد نجد البعيد منها والقريب خلال هذه الفترة لحكم الدرعية، وهو ما يدل على بسالة وموقف صمود يحسب لأهلها، بينما كان قد تمكن قبل هذه المرحلة بقليل أحد موالي أميرها السابق ويدعى "خميس" من الوصول إلى حكم مدينة الرياض على حساب سيده صغير السن الذي مات والده فأصبح العبد وصياً على قصر الحكم وعلى الطفل، فحكم أهل الرياض وظلم وقتل حتى أزاحه دهام بن دواس خال الطفل القادم من منفوحة، وعندما خرج من قصر الحكم وزالت عنه قوة السلطة قتله أحد أبناء الرياض في طريقه ثأراً لمقتل والده على يده.
   وفي مثل هؤلاء انتهى حكم العباسيين إلى مماليكهم قبل دخول التتار وبعده كما هو معلوم، وانتهى حكم بني أمية في الأندلس إلى مواليهم، وهنالك العشرات من القصص المشابهة في التاريخ وفي أنحاء الدنيا، لسنا في مقام سردها هنا.
   ولكننا من خلال هذه الثلاث حالات التي انتقل في إحداها حكم الأمة العربية إلى أحد الموالي في قصر الحكم كوصي على الأطفال القصار، فتمكن من إدارة الأمور واستبد بالحكم لنفسه وأصبح يسوس البلاد والعباد ويدعى له على المنابر، من شرق البلاد إلى غربها، ثم في القصة الثانية نرى كيف تحول الموالي ومواليهم إلى ولاة على الأولياء، وأصبحوا يتقاتلون ويجيشون الجيوش من الأحرار للدفاع عن سيادة أي من هؤلاء العبيد عليهم ثم يورثون الملك لأبنائهم وأحفادهم، وفي القصة الثالثة نرى كيف أن هذا العبد عندما تولى على الطفل وأصبح المتصرف في قصر الحكم تمكن من ظلم الناس وممارسة القتل والفتك بهم لأنه كان يتحدث من موقع السلطة، ولم يستطع إزاحته إلا شخص قادم من موقع آخر وينتمي لبيت سلطة أخرى وله علاقة بالسلطة في الرياض، بينما نجد أن أهل الدار كانوا في الحقيقة أكفاءً لمنع هذا الخادم من السيادة عليهم لولا تلك القوة المعنوية والمادية التي تقف إلى جواره والكامنة في السلطة، لذا نجده عندما فقد هذه القوة وعاد إلى حالته الأولى يأتي فوراً من يثأر لمقتل أبيه فيقتله، مما يدلنا على أنه مارس القهر من خلال السلطة فقط ولكنه قهر فور فقده لها.
   يقول التاريخ والمنطق بأن هؤلاء الذين جلهم من الخدم والعبيد أو من عبيد العبيد الذين كانوا يقومون على خدمة أسيادهم قبل وصولهم للسلطة، عندما مات أولياؤهم كانوا قبل ذلك من أقرب الناس لهم ومن ثم فقد كان لهم نفوذاً داخل القصر فآل التصرف داخل القصر إليهم تلقائياً، لذا فربما استمر الأمر كذلك تلقائياً، أو لعله قد أوكل لهم الوصاية على تركتهم ومنها أبنائهم والحكم، وهذه الثقة التي اكتسبوها تقودنا بالضرورة إلى التأكيد على أنهم كانوا قبل ذلك الأكثر طاعة ورضاً بحالهم، ولم يكن لهم طموح أبعد من ذلك، وكانت هذه الوداعة هي مكمن الرضا، إذ لا مجال لأن نتخيل عبداً أو خادماً ذو طموح بعيد وأنفة من استعباده أو استخدامه ومطيع في نفس الوقت، أو نتخيل أن لا يكون طيعاً ويكون في نفس الوقت ذا مكانة لدى سيده، مما يجعلنا نسأل عن سبب تنمرهم وتمكنهم من المحافظة على السلطة بل ومد النفوذ على الدول الأخرى، وعن سبب قبول الناس لوضعهم الجديد، وهم من اختيروا لاطمئنان من حولهم أنهم أبعد ما يكونون عن القدرة على الاحتفاظ بالحكم.    
   في الحقيقة أن إحالة ما حدث في عهد أولئك الأشخاص إليهم هو ظلم للتاريخ، ليس لأن لهم بشرة سمراء أو حمراء أو لأنهم من جنس معين، فلا شك أن الملوك الذين أسسوا مملكة الحبشة كانوا رجالاً عظماء، يفوقون في مكانتهم الكثير من ملوك العرب المعاصرين لهم، ويكفي أن مملكتهم التي أسسوها أسقطت أكبر الممالك في الجزيرة العربية التي يفصلهم عنها البحر، ولكننا هنا بصدد الإشارة للحالات الثلاث لدينا كأشخاص رضوا باستعبادهم ثم أصبحوا ولاة على ولاتهم بين عشية وضحاها لتعميم الدلالة على كل الحالات المشابهة بغض النظر عن اللون أو الجنس.
   فكثيراً ما يحيل المؤرخون أحداث البلاد إلى رجال السلطة بطريقة تدل على التفرد بالإنجاز لكل ما حدث في دولهم في عهدهم، فيقولون أن كافور حارب الحمدانيين ومد نفوذه على الحجاز والشام، وكأنه كان لوحده في مصر، بينما الحقيقة أن كافور قد وصل إلى وظيفة شاغرة سهلة جداً في دولة مهيأة للتوسع، ورجال يديرون الأمور في كل مناحيها، فهنالك قادة للجيش وهنالك رجال على الخراج، وهنالك رجال العلم والخطباء الذين يوجهون إلى الجهاد وإلى طاعة السلطان "ولو كان عبداً حبشياً كأن رأسه زبيبه"، وهنالك المقربون من قصر الحكم من الأعيان، الذين ربما كان توجيه الدفة منوطاً بهم في ظل وجود من هو أقل منهم مكانة في السلطة، وهنالك الجنود ذوي الكفاءة القتالية والعدد الكافي والأرض المنتجة والإمكانيات الكبيرة، فماذا بقي لنعزيه إلى الحاكم الذي لم يصنع شيئاً من هذا بل وصل ووجد كل شيء قد هيئ له لجني المحصول.
  فعندما وصل ذلك الخادم إلى منصب رأس السلطة فإنه أصبح يفكر بعقول غيره ويبطش بأيدي سواه ويشتري ويبيع العباد والبلاد والذمم بمال العباد والبلاد، ويأمر فيطاع وينهى فيمنع، يخشاه الحكيم والأحمق والعاقل والمجنون، لسلطته صفة الشرعية الروحية والمادية، بل وكل الشرعيات التي أحاط بها هذا المنصب من صنعوه قبل وصوله، فأنى لسواه أن ينتزع منه هذه القوة المطلقة؟.
   فربما كانت مواجهة الجيوش الجرارة أسهل على أهل البلاد من إنزال رجل واحد متسلط من موقع السلطة في بلادهم، لذا فلا انتقاص لأي أمة في أن نقول بأن أي خدم السلطان أصبح سلطاناً، فهذه كل الأمم والشعوب رضخت لقانون قوة السلطة المطلقة في الوطن، مثلما أنه لا انتقاص لأرض تعالت عن تقبل وجود السلطة في الحقب الماضية من الزمن.

الاثنين، 3 يونيو 2013

مصادر التزوير بالوثائق ٣

من ضمن استدلالات بعض الكتاب على صحة وجود الدولة اليزيدية الأموية بيت زعموا أنه قاله الشاعر/ عبدالخالق الحفظي في مدح محمد بن عايض يقول  فيه:
أرومة من قريش طاب معدنها *** نسل اليزيدين أهل الفضل والمنن
وقد أورده أحد الكتب التاريخية مرجعاً المصدر إلى اسم كتاب مجهول إلى حد ما، فقد أرجع الأستاذ علي عوض آل قطب مصدر هذا البيت في كتابه "الأمراء اليزيديون ..." ص٦٣ إلى كتاب اسمه "الشعر في عسير" لمؤلف اسمه: "عبدالله بن قيس الغامدي" صادر عن دار نشر اسمها "دار الفتح" بدمشق، والنقل حسب الناقل كان عن الطبعة الثانية والتي صدرت عام ١٣٩٨هـ، ولا شك لدي أن الأخ علي كان ينقل عن كتاب حقيقي له غلاف عليه اسم المؤلف والناشر وورق مطبوع يقلبه وينقل منه المعلومات كما أوردها، ولكني بحثت عن اسم الكتاب أو الكاتب فلم أجده ولا من أشار إليه قبل ذلك، وأخشى أننا أمام كتاب جديد من كتب مجموعة إمتاع السامر التي تفاجئنا كل يوم بجديدها، فالحقيقة أن أول ظهور لهذا البيت ضمن القصيدة كان في الكتاب المزور "إمتاع السامر" كواحد من العديد من الأبيات التي تمت إضافتها إلى النص الأساسي والتي تشير إلى النسب ألأموي، وهذه الصفحات المتضمنة للبيت المذكور كما ورد في كتاب إمتاع السامر:

 والبيت المذكور هو رقم ٣٦، وقد جاء بعد البيت الذي يقول مطلعه "أما درى أنه الضرغام من نفر"وقبل الذي يقول "الطاعنون العدا والناقلون لهم" كما نلاحظ أن الثمانية الأبيات من رقم ٢٧ إلى ٢٨و بالإضافة للبيت المذكور وبعض الأبيات المتفرقة في القصيدة هي أبيات مضافة، لم يتضمنها النص الأصلي الذي سنراه بعد قليل، ويلاحظ أن الأبيات المضافة تنفرد بحمل إشارات واضحة إلى النسب الأموي، بينما القصيدة الأساسية لا تحمل أي إشارة إلى النسب الأموي على الإطلاق.
 ولكن النص الأصلي للقصيدة ورد في أحد المصادر الحقيقية الموثوقة قبل صدور كتاب إمتاع السامر والكتب المشابهة له، ففي عام ١٣٩٣هـ صدر كتاب نفحات من عسير لمؤلفه / محمد بن أبراهيم زين العابدين الحفظي  وهو كتاب عني مؤلفه بجمع قصائد الشعراء من أسرته (آل الحفظي)، وقد طبع الكتاب في مدينة أبها بمطابع مازن، وهو موجود بمكتبة أبها العامة، وهذه صفحة الغلاف والصفحة الأولى:


وقد حوى ضمن الشعراء والقصائد المضمنة في الكتاب القصيدة المذكورة وهي للشاعر عبدالخالق بن ابراهيم بن احمد الحفظي قالها عام ١٢٨٠ هـ في مدح محمد بن عايض بعد دخول الجيش العسيري لأبي عريش منتصراً، إثر خصام بين أمراء أبي عريش واستنجاد أحدهم بالعسيريين، وبينما وردت القصيدة في ٨٣ بيتاً في إمتاع السامر فإن عدد أبيات القصيدة الحقيقية  ٦٩ بيتاً فقط، وهذه الصفحة التي ورد فيها البيت:
وكما نلاحظ فإن نص القصيدة الحقيقية لا يحتوي على البيت المذكور ـ والذي يفترض أنه يقع بين البيتين الرابع والخامس من الأخيرـ ولا الأبيات الأخرى التي تشير إلى النسب الأموي (من ٢٧ إلى ٢٨) التي وردت في النص الوارد في كتاب "إمتاع السامر"، وهو ما يدلنا على حجم العبث الذي يمارس ومقدار السخرية بالمجتمع وبثقافته وبتاريخه.