الثلاثاء، 11 أبريل 2017

رأيي حول مشجرة مقترحة للتحورfgc31318

رغم أني مهتم إلى حد ما بمتابعة مستجدات أثر علم السلالات الجينية البشرية ونتائج فحص الدنا (DNA) الجديدة على علم الأنساب، إلا أنني لم أحبذ الدخول في معمعة الجدل الدائر حول النتائج ودلالاتها لما رأيته من تعصب لا يصل بالنقاش إلى أي نهاية معقولة، ويحول النقاش إلى إضاعة للجهد والوقت، ومع ذلك فإنني أجد الكثير من المتعة في متابعة هذا النقاش أحيانا، فهو مثري ويبدي بعض المحاورين ذكاء نادرا، وتظهر فيه الكثير من المفاجآت التي يفجرها المتخاصمون حول المعلومات الهامشية في كتب التاريخ والاستفادة من دلالاتها، لدعم توجههم.
كما نجد فيها من اللف والدوران والتلاعب ما يشي بذكاء وقدرة جيدة على توجيه الوعي العام ،ومن ذلك كله ما بين أيدينا هنا. 
اليوم أرسل لي الأستاذ صالح الحبابي هذا الرابط: 
http://store6.up-00.com/2017-04/149187908052691.png
وقد وجدت في الرابط أن الكاتب رسم  مشجرة للتحور  fgc31318 ولكن بشكل متحيز. 
ولتلافي الكتابة الطويلة على التلفون، أحببت أن أنزل رأيي هنا بشكل مختصر حول المشجرة ولماذا هي متحيزة وتفتقر إلى الموضوعية، وهذه هي الأسباب:

1ـ ذكر في البداية في العنوان الجانبي أنه تحور قبائل صريحة في قحطان وهمدان ومذحج وبكيل وغيرها من قبايل اليمن وانه لا يوجد تحت هذا التحور اي قبيلة عدنانية صريحة سوى عنزة.
ومن الواضح أن الكاتب هنا من خط أولئك الذين يسعون جاهدين للحفاظ على وجود الهيكل العدناني البائد بشكله القديم فقط، غير آبه بهيكل القحطانيين ـ والذي اصبح من الماضي أيضاً ـ فهو يدفعه إلى التفرد بالتحور لابعاده عنه حتى لو أدخل قبائل اليمن في بعضها  - فكتب بطريقة متحيزة.
  فما ادعاه هنا عندما نقيسه على أساس الاستفاضة في النسب فهو خطأ واضح، فقبائل عنز بن وائل تمثل أحد أقوى التكتلات تحت التحور fgc31318، إذ أنها أكثرها تطابقا في تقسيماتها مع الموروث التاريخي في المدونات، وهي ربعية صريحة في استفاضة نسبها الى ربيعة بن نزار المحسوبة على العدنانية عبر التاريخ، ولم يقل بغير ذلك احد على مر التاريخ، واحداثها وتاريخها لا تدع مجالا للشك حول استفاضة ذلك، وهذه الحقيقة مخالفة لما يرمي إليه، فتجاهلها.
2- اورد عنزة دون أن يشير الى ربعيتها بل اوردها باسم (بادية عنزة) من باب التشكيك في تمثيل النتائج لقبيلة عنزة، وداخل معها الشرارات وبلي وكأن القبيلتين تحملان نفس التحور في العموم، وفي المقابل كتب امام قبائل متفرفة مثل بني هلال، والمحاجر (العوالق)، وال عقيل، والواحدي مسمى (مذحج)، كما ذكر ايضا الحارثي بمسمى (الحارث بن كعب) اجتهادا.
 مع أن الذي بين ايدينا هو تكتل واضح وضوح الشمس لقبيلة عنزة كاملة وليس هنالك اي تكتل اخر في قبيلة عنزة غير هذا، وهي قبيلة ربعية لم يختلف حول ذلك اثنان عاقلان، بينما كل هذه القبائل التي نسبها لمذحج نسبها اجتهادي من الكاتب ولا ترقى لصراحة استفاضة نسب عنس، والحكم، وعبيدة، وعوبثان المرادية - التي ابتعدت جميعها عن التحور - والتي لا زالت تعرف بأسمائها القديمة وفي نفس مواقعها.
3- معظم العينات التي ذكر لم يفحص لها التحور الذي وضعها تحته. بل هو مجرد اجتهاد ماركري قد يخطئ وقد ثبت الخطأ بالفعل في عدد ممن أجرى فحص متقدم لهم ممن وردوا في المشجرة، مثل الشراري صاحب العينة M6032 الذي ظهر بعد الفحص تحت التحور L222 ، (وصاحبه ربما سيلحق به عند الفحص المتقدم)، ويلاحظ في العموم أن العينات التي كتب عليها أسماء قبائل كبرى مثل المرادي آو البكيلي أو الهمداني معظمها صنفت حسب الماركرات ولم يجر لها فحص التحور الأدنى مع أنها عينات قديمة، وبعضها متقاربة ماركريا بشدة مما يوحي أنها من أسرة واحدة.
4- ايضا لم يورد مسمى عنز بن وائل امام التحور  الخاص بهم  pr4840 في مقابل ذكره لمذحج وهمدان مع انه اكثر اتضاحا من ان يتجاهله وتكتله واضح ويتوافق تماما مع المدون ومع الجغرافيا والتوزيع القبلي على خلاف التكتلات التي ادعاها، وفي هذا كله ميل كبير.
5- الهيكل المزعوم الذي وضعه فيه اعتساف وليس حقيقي، ويتضح فيه الرغبة في توجيه النتائج، ولم يبن على هيكل اتصال التحورات وتسلسلها، فقد وضع صاحب المشجرة خطا كاملا لعينة واحدة من خولان ليحاصر خط عنزة بالخطوط اليمنية، كما وضع خطا موازيا للهواجر به مجموعة من العينات بدون تحور خاص كتب على عيناته مذحج والمذحجي والهمداني ليزيد عدد الفروع التي ينسبها لليمن.
6ـ تكرار العينات في أكثر من خط. أي استعمال العينة أكثر من مرة في نفس المشجرة وفي أكثر من خط مع تغيير طفيف للاسماء، وهو ما يعد من التدليس، ومحاولة الاستخفاف بعقول المتابعين.  ويجعل العمل كاملا غير ذي قيمة على الاطلاق.

نعم هنالك تكتل واضح تحت التحور zs2020 تجتمع تحته عينات من قبائل الحباب والجحادر وجزء هام من العجمان وربما تتكتل تحته ـ مع المزيد من العينات ـ بقية قحطان، ما عدا عبيدة ورفيدة ووقشة والهواجر.
كما أن هنالك تكتل واضح للهواجر تحت Z18231
وتكتل واضح لوقشة تحت zs6445
وتكتل واضح لنصف العجمان تحت ZS6042
فالتكتلات الحقيقية الواضحة حتى الآن (متسلسلة حسب قوة التكتل) تنحصر في قبائل عنز بن وائل, وعنزة, وقبائل قحطان, والعجمان , ـ وكل هذه القبائل (ما عدى عنزة) تقطن أساسا الى الشمال من طلحة الملك التي حددت من قبل النبي صلى الله عليه وسلم  كحد بين اليمن والحجاز ـ ما يعني أن التكتل الجيني وافق التمييز الجغرافي الذي حدده النبي بين الجانبين، ووافق موقع بلاد ربيعة التاريخي),  بالاضافة الى عينات متفرقة قابلة للتكتل لبعض القبائل في شبوة خاصة في العوالق وبني هلال. اما العينات الفردية والمشتتة فهي موجودة في كل القبائل، ولا أهمية لها، خاصة اذا كان هنالك تكتل واضح تحت تحور بعينه.
الشيء الواقعي في النتائج حتى الآن هو التواجد الواضح للتحور by8 بجهات شبوة وما حولها من محافظات البيضاء وحضرموت وابين. 
والاوضح منه هو تمركز هذا التحور وارتفاع تردد تحوراته اكثر ما يمكن في المناطق الممتدة شمال طلحة الملك ما بين جرش وتثليث ونجران، وانتشاره الجزئي في اليمن واليمامة والبحرين المجاورة لهذه المناطق.
وعلاقة ربيعة باليمن هي علاقة عميقة لا يمكن تجاوزها، ويتوقع ظهور المزيد من العينات تحت التحور الربعي في اليمن، وربما خرجنا بعلاقة خاصة ما بين ربيعة وبعض قبائل اليمن، على غير المتعارف، ودخولهم تحت خط واحد، كل شيء وارد.
 ولكن محاولة بعض اليمنيين المتحمسين لتجسيد قحطان بن عابر ابو العرب العاربة (حسب خرافات المدونات العربية) تعصبا ليمنيتهم، وبعض المتحمسين لتجسيد عدنان بشكله القديم لتقريب قبائلهم من النبوة وابعاد الآخرين عنها، هي ما يسيء لهذا العلم ويجعله بحر من الاكاذيب.
هيكل الأنساب القديمة غير قابل للتوافق مع خط السلالات الحالي تحت الهابلوغروب J
 يمكننا فقط الحصول على قحطان بن عابر  أبو العرب العاربة إذا اعتبرنا أن قحطان تقع تحت الهابلوغروب E ، وهو أمر لم تظهر له دلالات في النتائج.

اليمن فحصت بشكل قوي وظهر لها الكثير من النتائج وهنالك تكتلات مختلفة، ولا نستبعد ظهور تكتلات جديدة تحت by8 ولكنها تظل جزئية وليست محورية في اليمن.
اليمن بحر من القبائل، والقبائل اليمنية مشتتة حسب النتائج، ولا تجتمع على سلالة واحدة، حالها حال كل مناطق الجزيرة العربية الأخرى، فبعض نتائج اليمن تحت التحور المعدي المفترض fgc1723 ،  ولكن اكثرها خارجه.
ومعد قبيلة حقيقية ذكرتها النقوش، ونحن مبدئيا نفترضها تحت التحور fgc1723 حتى إشعار آخر، ولكن الهيكل العدناني القديم لم يعد موجودا، ولم تعد هنالك مضر بصورتها التاريخية، بل هنالك عدد من القبائل المنتمية لمعد منها قيس عيلان، وخندف، وقريش، وربيعة، وطي، وقضاعة، وأنمار، وربما غيرها من قبائل البادية.
هذه وجهة نظري الخاصة في المشجرة المشار لها بالرابط أعلاه لا ألزم بها أحدا
والله الموفق