الخميس، 30 مايو 2013

مصادر التزوير بالوثائق ١

كنت وضعت في الكتاب بنداً لشرح طريقة مزوري إمتاع السامر في الاستفادة من المصادر التاريخية الحقيقية لصياغة التزوير وكيف أن هذه المجموعة وضعت يدها قبل الجميع على العديد من المصادر والوثائق التاريخية المفرقة في أنحاء العالم وتمكنت من ثم من صياغة التزوير بطريقة محكمة إلى حد ما، والجميل أن كتاب "عسير والتاريخ وانحراف المسار" قد اضطر هذه المجموعة المزورة إلى الخروج من القمقم لدعم أخبارهم التي لا يوجد لها أي سند فاضطروا إلى الرجوع إلى المصادر والاستشهاد بها وهم بذلك يكونون قد غامروا برمي أوراقهم الرئيسية، بينما لم يستطيعوا الحصول على مصدر واحد يشير إلى الدولة اليزيدية المزعومة أو أي أمرائها في المصادر العسيرية أو سواها، وقبل الإصدار التفصيلي النهائي فإنني أود أن أعرض هنا وبالوثائق بعض من مصادر التزوير التي استندوا إليها في كتبهم


كان كتاب "كيف كان خروج شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب" والذي هو عبارة عن وثيقة لمؤلف مجهول موجودة في فرنسا التي يملك المزورون امتيازاً خاصاً للوصول إلى وثائقها، وقد قام بتحقيق الوثيقة د. عبدالله العثيمين ونشر الكتاب عام ١٤٠٣هـ، ومن ثم كان لمصادر التزوير فرصة الاطلاع على الوثيقة ومن ثم تم الاتكاء على بعض الإشارات الواردة في الكتاب وإليكم الصور





ومن خلال المعلومة هنا نجد أن الكاتب قد أشار إلى أن حاكم تندحة في عهد عبدالعزيز بن محمد بن سعود اسمه "مرعي" ومرعي المقصود هنا هو أمير رفيدة السفلى  الواقعة على ضفاف (بيشة ابن سالم) وهو مسمى الجزء الرفيدي من وادي بيشة الواقع ما بين أحد رفيدة وتندحة وقد أورد كيناهان كورنواليس اسمه عندما أشار إلى حفيده أمير بيشة ابن سالم، وهذه الصفحة التي أورد فيها كورنواليس اسمه من الكتاب الأساسي "عسير قبل الحرب العالمية الأولى ـ asir before world war1"

محمد بن علي ولد علي بن مرعي .. على فرع بيشة ابن سالم من رفيدة اليمن (قحطان)، عمره خمسة وأربعون عاماً ....

من خلال ما سبق يتضح لنا أن مرعي الذي أشارت له الوثيقة هو مرعي جد شيخ رفيدة بيشة بن سالم المذكور والذي لا زال أحفاده يتوارثون إمارتهم على تندحة وما بينها وبين أحد رفيدة عندما حضر كورنواليس في ثلاثينات القرن الهجري الماضي، والصياغة فيها بعض الارتباك بما يمكن أن يستدرج إلى إشارة عامة ولو بدرجة قبول أقل فقد تجد من يقول أنه ربما كان المقصود أنه أميراً على المناطق المذكورة في السرد، ولكن الاسم هنا على درجة كبيرة من الأهمية فهو مطابق لاسم والد عايض بن "مرعي" لذا فقد تم توضيفه بعناية فائقة في الرواية الواردة في كتب التزوير فهو أمير عسير إلى ما بعد منتصف القرن الثاني عشر الهجري بقليل ثم تنازل عن الحكم بعد أن كان قد قرر أن ينقل مركز حكم الدولة اليزيدية إلى تندحة التي أشار المؤلف هنا إلى أن حاكمها اسمه مرعي ولكنه تراجع، وهذا النص الوارد في إمتاع السامر حول ذلك:

ومكث الأمير (مرعي) هناك ما يقرب من خمسة شهور، ورغب أن يجعل تندحة مقراً لحكمه لمركزها في الوسط، لكنه عدل عن رغبته هذه وذلك عام ١١٦٥هجرية
وهنا نرى مثالاً حياً واضح المعالم على طريقة المزورين في الاستفادة من المصادر التاريخية في صياغة أكاذيبهم وبعناية خاصة جداً.

هناك تعليقان (2):

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. الأستاذ منصور مما لا شك فيه بأن هذا الكتاب والذي قام بتحقيقه وبالتعليق عليه العثيمين بمساعدة بن زلفة فيما يخص المنطقة الجنوبية, يعاني من ارتباك واضح وقد اشار نفس المحقق "العثيمين" إلى أن هذا الكتاب (اشبه مايكون بالقصص الشعبية) وإلى عدم الدقة في المعلومات مما يستلزم (مقارنتها بمصادر أخرى) وذلك في مقدمة تحقيق كتاب لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبدالوهاب ص 10, والكتاب بشكل عام يبدوا بأن مؤلفة سوري وقد استقاء معلوماته شفهياً من أحد النجديين, والذي اشتلغوا بالتجارة والترحال إلى أرض الشام, لذلك وفي البحث العلمي لا يُعتد به كمصدر معتبر يستند إليه في معلومات تًفرد بها.

    ردحذف